✍ قصة سيدنا يوسف عليه السلام 📖
الاثنين، 1 يونيو 2020
📖
..
عاش نبيُّ الله يوسف إبن نبيُّ الله يعقوب إبن
نبيُّ الله إسحاق إبن خليل الله إبراهيم وقد كان
لسيدنا يعقوب اثنا عشر إبنًا من بينهم سيدنا
يوسف عليه السلام
أعطاه الله شطر الحُسْن فقد كان حسن الخلق
وجميل الوجه وجميل الأخلاق وإختص الله
سبحانه وتعالى : يوسف بالرسالة والنبوة دون
إخوته كان يحبه أبوه حُباً جما وفي يوم من
الأيام إستيقظ سيدنا يوسف من نومه على رؤيا
أدهشته فذهب إلى أبيه يقصُّ له ما رأى
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف:] 📖
أدهشت رؤيا يوسف يعقوب عليه السلام فقد
عرف أن ليوسف شأنُُ عظيمُُ عند الله تعالى حيث
أدرك أن الأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا هم إخوته والشمس
والقمر هم والده ووالدته فخاف أن يكيدوا
إخوته له ويحسدوه فقال له :
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا [يوسف:] 📖
إستمع سيدنا يوسف لكلام أبيه الذي إستمر بقوله
فإنك إذا كتمت هذه الرؤيا يختارك الله تعالى
من بين خلقه ويعلمك تأويل الأحاديث و تفسير
الأحلام قال تعالى :
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [يوسف:] 📖
✍ طفولة سيدنا يوسف عليه السلام
كان إخوة يوسف يغارون منه ومن شقيقه
بنيامين فقد قام الإخوة
جميعهم بالتآمر فيما بينهم لقتل يوسف و إلقائه
في أرض بعيدة فقال أحدهم لاتقتلوه فنهاهم عن قَتْله
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ [يوسف] : 📖
فاستقر رأيهم بعد تفكير على إلقاءه في الجُب
ليلتقطه بعض السيارة أي : بعض مارّة الطريق
من المسافرين
ولتنفيذ هذه المؤامرة طلبوا من أبيهم أن يأخذوا
معهم يوسف في رحلة ولكن أحس يعقوب
بشيء من الخوف و المؤامرة على يوسف
فقال لهم بأنه يصعب عليه مفارقته ويخاف أن
يأكله الذئب وأنتم في غفلة من أمره إلا أنهم
قالوا له يَا أَبَانَا ما بالك لاَ تَأْمَنَّا على يوسف
سوف نحوطه ونحميه أرسله معنا لكي يفرح
ويلعب كيف يأكل الذئبُ يوسف في الصحراء
ونحن أَحد عَشَر رجُلاً معه نحفظه ونرعاه ونحن
عُصْبَةٌ جماعة من الشُبان الأشدَّاء إنّا إذاً لعاجزون
خاسرون هالكون حاولوا إقناعه بجواب مقنع
جاء في الآية :
قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ
[يوسف:] 📖
وافق سيدنا يعقوب على طلبهم وبعث معهم
يوسف و بعد ذلك أخذوه و ذهبوا به و أجمعوا
على إلقائه في البئر
قاموا بخلع قميصه وعمدوا إلى سخله وهي ولد الشّاة
ذبحوها وأخذوا من دمها ووضعوه على قميصه وألقوه
في البئر وذهبوا في المساء إلى أبيهم وهم
يبكون ليحكوا له قصة الذئب المؤلفة أخبروه
بأنهم ذهبوا يستبقون وتركوا يوسف عند متاعهم
فجاء ذئب على غفلة وأكل يوسف
وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ
قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف:] 📖
فبكى الشيخ وصاح بأعلى صوته وقال : أين
القميص فجاءوه بالقميص عليه دمٌ كذب فأخذ
القميص فطرحه على وجهه ثم بكى حتى
تخضَّب وجهه من دم القميص ومن ثم أدرك
يعقوب عليه السلام من كذبتهم أن يوسف لم
يأكله الذئب لأن القميص لم يكن ممزق فكيف
يأكله الذئب وقميصه لم يمزق علم أنهم دبروا
له مكيدةً ما وأنه سيصبر ويتوكل على الله بقوله :
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف:] 📖
مرت قافلة قرب البئر الموجود به يوسف فأمروا
أحدهم أن يأتيهم ببعض الماء من البئر فلما أنزل
الدلو تعلق به سيدنا يوسف عليه السلام
فلما نزع الدلو إفتكرها قد إمتلأت ماءً وإذا بها
غلامٌ جميل حسن الوجه مُشرق المُحيّا فاستبشر
الرجل به وقال لأصحابه : يا بُشرى هذا غلام
ولمّا إستشعر إخوة يوسف عليه السلام بأخذ
القافلة : ليوسف عليه السلام لحِقوا بهم
وقالوا : لهم هذا غلامنا أي عبدٍ لنا أبقَ هرب منا
فصدقهم أهل القافلة فاشتروه منهم
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف:] 📖
أي : باعوه بثمنٍ بَخْسٍ قليل منقوص
بدراهم معدودة :
وكانوا يعني : إخوته فيه أي في يوسف من
الزَّاهِدِينَ الزهد هو قلة الرغبة في الشيء لم
يعرفوا مكانته عند الله سبحانه وتعالى :
وكرامته وكَانُوا فِي الثَّمَنِ مِنَ الزَّاهِدِينَ لِأَنَّهُمْ لَمْ
يَكُنْ قَصْدُهُمْ تَحْصِيلُ الثَّمَنِ إِنَّمَا كَانَ قَصْدُهُمْ
تَبْعِيدَ يُوسُفَ عَنْ أَبِيه واشتراهُ بعد ذلك عزيز
مِصر وقال لزوجته أكرمي مثواه عسى أن
ينفعنا أو نتخذه ولدا وأحضر له المعلمين وقال
لعل علمه هذا ينفعنا يومًا وهكذا سخر الله العزيز
وزوجته للإعتناء بيوسف وعلمه الله من تأويل
الأحاديث والرؤى وعندما بلغ من العمر الأربعين
أتاه الله النبوة والعلم بجميع الأمور
✍يوسف عليه السلام وامرأة العزيز وإبتلاء العفة
ولكنها لم تنتهي الإبتلاءات ليوسف عليه السلام
كان يوسف أجمل رجال الأرض فقد أعطاه الله
شطر الجمال ولذلك فُتنت به زوجة عزيز مصر
ولبست أحسن ثيابها ودعته إليها كما ذُكر في
الآية الكريمة :
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:] 📖
وراودته عن نفسها وأغلقت الأبواب ولكن يوسف
تَمَنّع عنها وأخبرها أن العزيز قد أحسن إليه
وله الفضل عليه وأتجه يوسف نحو الباب
فلحقته ومزقت قميصه من الخلف فإذا بزوجها
يأتي فبدأت تبكي وتتهم يوسف عليه السلام أنه
هو الذي يريد بها السوء فقال يوسف للعزيز إنها
هي من راودته عن نفسها وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا
إن كان قيمصه قد مُزق من الأمام فيكون الكاذب
وهي الصادقة وإن كان قد مُزق من الخلف
فصدق وهي الكاذبة فوجد العزيز القميص قد
مُزقَ من الخلف وطلب منها أن تستغفر ربها
وطلب من يوسف أن يتكتم الأمر
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [يوسف:] 📖
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا هذا الشاهد لم يُذكر
توصيفه لا في حديثٍ صحيحٍ ولا في آيةٍ غير
في تلك الآية التي ذكر الله تعالى : في كتابه
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا [يوسف:] 📖
والحديث الوارد أن طفلاً تكلم في المهد لايثبت
عن النبي صل الله عليه وسلم فيكفينا ماذكره
الله في كتابه فيكفينا ماذُكِر في كتاب ربنا
بكونه لم يثبت شيءُُ عن نبينا محمدٍ صلى الله
عليه وسلم في هذا الصدد فمن يكون هذا الشاهد
الله بهِ عليم
✍ يوسف عليه السلام و نسوة المدينة
ولكن الأمر لم ينتهي وما زالت إمرأة العزيز تحبه
وانتشر الخبر وعَلِمَ به جميع نسوة المدينة
وعلمت بذلك زوجة العزيز فقررت أن تُعِد مائدة
كبيرة في القصر وتدعوا النسوة وأمرت يوسف
أن يخرج عليهم فلما رأوه إندهشوا وجرحن
أيديهن بالسكاكين وقالوا حاش لله وهي كلمة
تُعَّبَرُ عن دهشتهم بصنع الله بجمال يوسف
وقالوا إنه ليس ببشر إن هذا إلا ملكُُ كريم
فقالت لهم فذلك الذي لمتنني فيه ولقد راودته
عن نفسه فاستعصم ثم أقرّت
لهن بأنها قد راودته عن نفسه وأن الذي تحدثن
به عنها في أمره حق وقالت لهم ولئن لم يفعل
ما آمره به ليسجنن وليكونَن من
الصاغرين فهددته بالسجن ولكن يوسف دعا
الله بأنه يفضل السجن وأن لا يعصي الله
فأستجاب الله له وأمر العزيز بوضعه في السجن
لكي يظهر للناس أنه هو من راودها عن نفسها
وينتهي كلام الناس في أمر زوجته
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف:] 📖
✍يوسف و السجن
أثناء دخول يوسف السجن دخل معه رجلان وهم
ساقي الملك وخبازه شاهدوا في يوسف حكمته
وعبادته وتوكله على الله فجاؤا يسألوه تفسير
أحلامهم فقد رأى أحدهم أنه يعصر الخمر من
ثلاثة عناقيد عنب ويسقي منها الملك والأخر رأى
أنه يحمل ثلاثة سلالٍ من الخبز على رأسه و تقف
الطيور وتأكل من على رأسه
أستغل يوسف عليه السلام هذه الفرصة ليحدث
الناس عن رحمة الخالق وعظمته وحبه
لمخلوقاته وإن الله هو من علمه علم التأويل وأنه
مؤمن وموحد لله تعالى وقام بتأويل رؤياهم
قال بأن الخباز سيصلب وتأكل الطير من رأسه
وأن الساقي سيخرج من السجن ويعود ليسقي
الملك وهذا الأمر سيحدث قريبًا وطلب يوسف
منه أن يذكره عند الملك ويخبره ما حل به من ظلم
وبالفعل خرج الساقي من السجن ولكن الشيطان
أنساه أن يذكر يوسف لبضع سنوات بقيَّ فيها
يوسف بالسجن ولكن الله أراد إخراج يوسف
وذات يوم رأى الملك رؤيا أنه يقف على حافة النهر فرأى
سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ
[يوسف:] 📖
فقص الملك رؤياه على الحكماء والعلماء فأخبروه
أن هذه الرؤيا لاتفسير لها وإننا لا نعلم في تفسير الأحلام
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ
[يوسف:] 📖
وقتها تذكر الساقي
الذي خرج من السجن يوسف وقدرته على تفسير
رؤيته فذكره عند الملك وطلب منه الذهاب إليه
ليخبره تفسير الرؤيا فأخبرهم بأن ستأتيهم سبع
سنوات يخضر بها الزرع وتعم الأرض بالغلات
وبعدها سبع سنوات بها قحط وعن العام الذي
سيأتي به الخير ويعودون إلى عصر ما كانوا
يصنعون به الزيتون والعنب وأخبرهم ماذا يفعلوا
ليتجاوزوا سنين القحط
عندما عَلم الملك بعلم يوسف أراد مقابلته وبعث
له رسول لأحضاره ولكن يوسف رفض وقال
لرسول الملك أن يذهب إلى الملك يطلب منه أن
يسأل العزيز عن التهم التي وُضع بها يوسف
بالسجن لتظهر براءته أمام الناس
تحقق الملك من الأمر وسأل إمرأة العزيز
وأخبرته أنه تمَنَّع عنها وأعترفت بذنبها وظهرت
براءة يوسف عليه السلام قبل خروجه من السجن
✍خروج يوسف من السجن
أصدر الملك أوامره بالإفراج عنه وإحضاره إلى
القصر و مكن الله ليوسف في الأرض صار مسؤلاً
عن خزائن مصر وإقتصادها وأصبح كبيرًا
للوزراء ومر الوقت وجاءت سنوات الرخاء
مسرعة وتَصّرف يوسف بعلمه وجاءت سنوات
المجاعة والخراب تجاوزها يوسف بحكمته وأثناء
سنين القحط إنتشر الخراب في جميع البلاد
وجاء أخوة يوسف يطلبون الطعام منه فعرفهم
يوسف على الفور ولكنهم لم يعرفوه لأنهم لم
يخطر ببالهم أن يصل لتلك المكانة
أعطى أخوته الطعام وسألهم عن أنفسهم
فأخبروه أنهم اثنا عشر رجلاً ذهب منهم واحدًا
والأخر بقيَّ مع أبيهم فطلب منهم أن يأتو بأخيهم
في العام المقبل وهددهم بأنهم إن لم يأتو به فلا
كيل لهم وطلب من فتيانه أن يعيدوا لهم
البضاعة بالخفية خوفًا من أن لا يكون لديهم ما
يعودون به في العام المقبل ليشتروا به القمح
وعندما عادوا أخبروا يعقوب عليه السلام أنه إن
لم يبعث معهم أخيهم بنيامين فإنه سيمنع الكيل
عنهم و وافق يعقوب عليه السلام لحاجة أهله
إلى الطعام في السنين والقحط وأخذ منهم
العهود بالمحافظة عليه وطلب منهم أن يدخلوا
من أبواب متفرقة وكان السبب في هذا أن لا
يصابوا بالحسد
عندما دخلوا إلى يوسف عليه السلام ومعهم
أخوهم بنيامين رحب بهم كثيرًا وأكرمهم وبعد
ذلك أخبر بنيامين أنه أخوه وطلب منه أن يتكتم ذلك
وأراد يوسف أن يأخذ أخاه منهم فوضع صواع
الملك في رحل أخيه بنيامين واتهمهم بالسرقة
و استخرجوا الصواع من حمل بنيامين وطلبوا
منه أن يأخذ أحدهم بدلاً منه لأنهم أعطوا عهداً
لأبيهم ولكنه أبى أن يأخذ أحدًا غير الذي سرق
وأن ياخذ البريء عِوَضَاً عنه وقال سنُطَبّق عليكم قانونكم
عندما فشلوا بإرجاع بنيامين قال أحدهم أنه لم
يستطيع مواجهة أبيه وبعد ما فعلوه بيوسف
عليه السلام وأنه لن يعود حتى يأذن له أبوه
بالعودة أو أن يستيطع إرجاع بنيامين من الملك
فلم يعود وعندما عادوا إلى أبيهم وأخبروه بما
حصل كذبهم وخاصةً بعدما فعلوه بيوسف
وليس من صفات بنيامين السرقة وتذكر حزنه
القديم على يوسف وأستمر بالبكاء حتى إبيضت
عيناه وفقد بصره
رجع إخوة يوسف إليه بعد أن تدهور حالهم
الإقتصادي إن فقرهم وحزن أبيهم ومحاصرة
المتاعب لهم أصابهم وأهلهم الضعف والقحط
وأنهم لم يأتوا إلا بدراهم معدودة وعندما دخلوا
على يوسف عليه السلام رجوه أن يتصدق عليهم
وأنتهى الأمر بهم إلى التسول
فرق قلب يوسف وأخبرهم عن نفسه وعلم منهم
ما حدث لأباه وإنه قد إبيضت عيناه من الحزن
عليه خلع يوسف قميصه وأعطاه إليهم وطلب
منهم أن يضعوه على عين أبيهم ليعود إليه بصره
وأخبرهم أن يرجعوا بأهلهم جميعًا
وبعد خروجهم من مصر قال يعقوب إني أشم
ريح يوسف وصل البشير وألقى قميص يوسف
على وجه يعقوب عليه السلام فأرتد له بصره
وأتى يعقوب إلى يوسف وخرج لأستقباله الملك
والحرس بموكب تعظيمًا ليوسف و عندما وصلوا
أخذ أبيه وأمه وأجلسهما معه على سريره وخروا
له ساجدين وقد كان هذا تأويل الرؤيا في
بداية قصته عليه السلام حين رأى الأحد عشر
كوكباً والشمس والقمر له ساجدين
❤ (من أرد عدلاً فحُكمُ الله يكفيه) ❤
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف:] 📖
بدأت قصة يوسف برؤيا وأنتهت بتحقيق الرؤيا
تعلمنا قصة يوسف عليه السلام
بأن السجين سيخرج والمريض سيُشفى والغائب
سيعود والحزن سيزول
فمع (الله) لايخيب رجاء فلا تيأس وثق بالله
ما كانَ عليهِ يُوسف عليه السلام من الجمالِ
الظاهرِ والباطنِ أمَّا الظاهرُ فهو الذي بسببهِ
حَصلَ له ما حصل من إمرأةِ العزيزِ ومن النساءِ
اللاتي كُنَّ يَلُمنها على فِعلها و أمَّا جَمالُ الباطنِ
فهو العِفَّةُ العظيمةُ مع وجودِ الدواعي الكثيرة
لوقوعِ السُّوءِ مِنه لكن ما قذفَ الله في قلبهِ من
الإيمانِ والإخلاصِ وقُوةُ الحقِ طَردَ عنهُ الرَّذيلة
وجَعلهُ بَعيداً عنِ السُّوء وهذا ما جعلهُ عَظيماً في
نُفُوسِهم أَجمعين كانَ السِّجنُ طَريقاً ليوسف إلى
العزةِ في الدُنَّيا والفوزَ في الآخرة
العبدُ الصادقُ مع ربهِ ينبغي أن يلتجأ إليه
ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية
ويتبرأ من حَولهِ وقوتهِ لأنه عبدٌ ضعيفٌ وقد كانَ
ذلكَ من يوسف عليه السلام
وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ [يوسف:] 📖
فالتقوى والصبر هما سبب السعادة في الحياة
الدنيا وفي الآخرة فقصة يوسف عليه السلام من
أروع وأعجب القصص التي وردت في القرآن
الكريم لما فيها من أنواع التنقلات من حال إلى
حال ومن محنة إلى محنة ومن ذل إلى عز ومن
فرقة وشتات إلى آنضمام وائتلاف فتبارك من
قصها وجعلها عبرة لأولى الألباب
وسنتحدث عما تيسر من الدروس والعبر
المستفادة من قصة يوسف عليه السلام
في القصة القادمة بإذن الله
يااااارب إني صَنَعْتُ مِنَ التفائُلِ مركبًا
وشدَدْتُ مِنْ عزمِ اليقينِ شِراعهُ وأبحرت فيهِ
على الله توكُّلي ماخاب من للهِ مدَّ ذراعهُ
إرسال تعليق